حزب علي حسن الحلبي وزمرته الحاقدة
كتبه
أبوعمار
علي الحذيفي
حفظه الله



1 ـ مقدمة

أ ـ علي حسن عبد الحميد الحلبي، أردني من أصول فلسطينية.

ب ـ كان ظاهره - في حياة الشيخ الألباني – مع الدعوة السلفية، وبعد موت الشيخ الألباني غيّر كثيرًا من مواقفه، وقد اعترف أنه تغيّر.

قال علي الحلبي في "تسجيل صوتي":

(بالله عليكم انظروا وقارنوا بين الرفق الذي وفَّقنا الله - عز وجل - إليه في هذه الفترة الأخيرة؛ بعد أن غصنا وكدنا نغرق في الغلو والتعنّت وشيء من الشدة، نقول هذا ونعترف به، ولا نستكبر في أن نعتذر منه، وأن نرجع عنه، ووالله كما ظهر لنا أنَّ هذا ليس على الحق، لو ظهر أنَّ هذا الذي نحن فيه الآن ليس على الحق لتركناه أيضاً بدون أي إشكال) ا.هـ [1]

وهذا إنكار لما كان يعرف من طريقة العلامة الألباني وإخوانه العلماء. وإنكار المرء ما كان يعرفه نوع من الضلال كما جاء في أثر حذيفة: "إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف". ومن ذلك أنه انقلب الحلبي على أناس كان الشيخ الألباني يزكّيهم ويثني عليهم إلى آخر أيامه. وكلام الحلبي فيه طعن خفي في العلامة الألباني من حيث لا يشعر الحلبي.

وما فعله الحلبي بعد موت الشيخ الألباني، قد فعله أبو الحسن وآخرون بعد موت شيخنا الشيخ مقبل رحمه الله.

وغالب هؤلاء كان سبب تغيّرهم أنه لم يكونوا قادرين على التصريح بما في نفوسهم في حياة مشايخهم، لعلمهم أنهم سيتضرّرون بذلك.

قال الشيخ ربيع في "عمدة الأبي": (جُلّ هذه الفتن بعد ذهاب كبار العلماء ابن باز والألباني والعثيمين – رحمهم الله – ثم يتظاهرون مكرًا بالثناء والتباكي عليهم، والواقع أن ذهابهم هيأ لهم أعظم الفرص للانقضاض على السلفية والسلفيين). [2]

ويقول الشيخ ربيع: "إن الألباني في واد، والحلبي في واد". [3]

يقول الشيخ ربيع مبيّنًا سبب تغيّر عرعور وأبي الحسن والمغراوي والقائمين على مركز الإمام الألباني - وعلى رأسهم علي الحلبي -:

(أنهم أهل مطامع دنيوية، ولهثٍ قويّ على جمع الأموال، وهم لا يجدون من يحقّق لهم رغباتهم الجامحة ومطامعهم، إلا خصوم المنهج السلفي وأهله، فانحازوا إليهم، والتصقوا بهم، فجنّدهم هؤلاء الخصوم لحرب المنهج السلفي وأهله، لاسيّما والمنهج السلفي لا يقبل المتأكلين بدينهم عبّاد الدينار والدرهم الذي يشترون بآيات الله ثمنًا قليلًا). [4]

ويقول الشيخ ربيع في "جمعية إحياء التراث الكويتية":

(وهذه الجمعية من أقوى المموّلين والمستخدمين لعدنان (عرعور) والمغراوي وأبي الحسن، وأهل مركز الألباني وعلى رأسهم علي الحلبي). [5]

ج ـ وسيأتي معنا بالبراهين أن حقيقة تغيّر الحلبي، هي سخطه وثورته على قواعد السلف في المنهج السلفي، ومحاولته الالتفاف على قواعد السلف، لحماية أهل الأهواء.

د ـ وهو أحد الذين لا يملّون ولا يسأمون من محاربة السلفيين، بكل ما يقدر عليه من التضليل والتشويه والكذب.

هـ ـ يزعم – كذبًا - أنه يحارب الغلوّ، وعندما ظهر الغلوّ الحقيقي المتمثل بالحدادية، وظهر حرب أكثر الحدّادية على العلامة الألباني، لم يكن للحلبي أي دور في كشف هؤلاء، مدارس الحدادية، وإنما كان الدور الحقيقي هو للشيخ ربيع وإخوانه العلماء الفضلاء ممن يتّهمهم الحلبي المبتدع اليوم بالغلوّ. [6]

وفي كل وقت تخرج علينا مدرسة من مدارس الحدّادية بين الفينة والأخرى تحارب العلامة الألباني، وليس للحلبي أي جهد في الدفاع عن الإمام الألباني.

بل طلب منه الشيخ ربيع أن يكتب ردًّا على محمود الحداد في طعوناته على العلامة الألباني، فلم يكتب شيئًا. [7]

بل نجد أن الحلبي يثني على أصحاب الغلوّ ويدافع عنهم، فأثنى على أسامة بن لادن، وأثنى على حسن البنا، ودافع عن التكفيريين مثل العرعور والمغراوي، وهو يعلم أن بعضهم يمجّد سيد قطب التكفيري ويروّج له.

ومن هنا قال الشيخ ربيع في "عمدة الأبي":

(والظاهر لي أنه إنما يحارب التكفير إرضاء لجهات سياسيّة، ولأهداف مصلحيّة ماديّة ومعنويّة). [8]

وقال الشيخ ربيع:

(والعجب أشدّ العجب من الحلبي الذي يحارب التكفير، كيف ينصر أشدّ الناس تكفيرًا، لابد من وجود أسرار وراء الكواليس). [9]

و ـ حذّر جماعة من كبار أهل العلم في هذا العصر من علي الحلبي ومن تعالمه، منهم: الشيخ العلامة صالح الفوزان، والشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي، والشيخ أحمد النجمي، والشيخ عبيد الجابري والشيخ محمد بن هادي المدخلي، وغيرهم.

وكل من أثنى عليه، فإنما كان ثناؤه قبل إظهار انحرافاته. ومن أثنى عليه بعد انحرافاته فهو لا يعرف انحرافاته حقّ المعرفة.

ز ـ روّج الحلبي وأمثاله لأنفسهم أنهم من طلبة الشيخ العلامة الإمام الألباني [10]، وشتّان بين طريقة الإمام الألباني وبين طريقتهم، فالإمام الألباني إمام في السلفية الصافية، والمنهج النقي، وأما الحلبي فحامل راية الإرجاء، وحامل راية تعديل أهل الضلال، وجرح أهل السنة، والتشويه بأعراضهم.

ومن رأى تخبّطات الحلبي العلمية استبعد أن يكون هذا الرجل أخذ العلم من حلقات الشيخ الألباني.

2 ـ المؤاخذات التي عليه:

لقد انتقد العلماء والفضلاء كثيرًا من تأصيلات الحلبي المنحرف، وكانت انتقاداتهم معتمدة على كتبه وأشرطته ومقالاته. [11]

ومن ذلك:

أولًا: ـ المؤاخذات العقدية:

1 ـ خاض في مسائل دقيقة من مسائل الإيمان، مخالفًا بذلك أهل العلم ولاسيما كبار أهل العلم في زماننا كالشيخ صالح الفوزان وأمثاله. [12]

فقد حذّرت اللجنة الدائمة من كتاب الحلبي: "التحذير من فتنة التكفير" وكتابه: "صيحة نذير"، لأنهما يدعوان إلى الإرجاء، حيث حصر الكفر بالجحود فقط، خلافًا لمعتقد أهل السنة في أن الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد. وقد نصحته "اللجنة الدائمة" بطلب العلم الشرعي. [13]

وسبق أن حذّر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - مع اللجنة الدائمة من كتاب: "أحكام التقرير في أحكام التقرير" لمراد شكري الذي قدّم له علي حسن الحلبي.

جاء في تحذير "اللجنة الدائمة" - من الكتاب المذكور - برئاسة سماحة الشيخ ابن باز:

(بعد الاطلاع على الكتاب المذكور، وُجد أنه متضمن لما ذكر من تقرير مذهب المرجئة ونشره، من أنه لا كفر إلا كفر الجحود والتكذيب، وإظهار هذا المذهب المردي باسم السنة والدليل، وأنه قول علماء السلف، وكل هذا جهل بالحق، وتلبيس وتضليل لعقول الناشئة، بأنه قول سلف الأمة والمحققين من علمائها، وإنما هو مذهب المرجئة ...) ا.هـ

وإلى الآن لا تعرف له توبة صادقة من هذه المواقف.

2 ـ موقفه الخطير رسالة عمّان [14]، ورسالة عمّان تضمّنت من الضلالات ما لا تطيقه الجبال كما قال الشيخ ربيع [15]، فهي تدعو إلى وحدة الأديان، وتقارب الأديان، وإلغاء جهاد الطلب، وتحرّم وتجرّم هدم القباب التي على قبور الأولياء، وتصف بعض علماء السلفية بالغلو في التكفير، وتقصر الكفر على من صرح بأنه كافر، ونفي وقوع الشرك في جزيرة العرب، وغمزهم كتبَ الشيخ محمد بن عبد الوهّاب - رحمه الله - وغير ذلك من مخالفات للشرع في تلك الرسالة، بل والوقوف ضدّ من يحذر من هذه الرسالة.

ولذلك انتقد رسالة عمّان جماعة من أئمة العصر الشيخ صالح الفوزان، والشيخ ربيع المدخلي، والشيخ عبد المحسن العباد، وغيرهم فلم يرفع الحلبي المتعالم بذلك التحذير رأساً، ولا أقام لكلامهم وزنًا، بل جادل بالباطل بعدما تبيّن.

ومما جاء في "رسالة عمان":

(وهي مبادئ تؤلّف بمجموعها قواسم مشتركة بين أتباع الديانات، وفئات البشر؛ ذلك أنّ أصل الديانات الإلهيّة واحد، والمسلم يؤمن بجميع الرسل، ولا يفرّق بين أحد منهم، وإنّ إنكار رسالة أي واحد منهم، خروج عن الإسلام، مما يؤسس إيجاد قاعدة واسعة للالتقاء مع المؤمنين بالديانات الأخرى على صعد مشتركة، في خدمة المجتمع الإنساني دون مساس بالتميّز العقدي والاستقلال الفكري) ا.هـ

وأما الحلبي فقد كان موقفه منها أن أثنى على رسالة عمّان في خطبة جمعة بين يدي ملك الأردن. ثم أخرج هذه الخطبة مطبوعة بعنوان: "صدّ العدوان عن عمّان". ثم أخرج بعد ذلك الخطبة نفسها مطبوعة بعنوان: "حدث تفجيرات عمّان".

ثم شارك الحلبي في مؤتمر عقد في الأردن - في عام 2008م - بعد حادثة الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في بيان المؤتمر الختامي: (إنّ القيام بإعادة نشر الرسوم المسيئة ليذكّر مرة أخرى بأهمية "رسالة عمان" التي صدرت قبل أعوام قليلة برعاية كريمة من جلالة الملك عبد الله الثاني، وتمّت ترجمتها إلى اللغات العالمية، إذ تؤكّد الرسالة: على منهج الوسطية والاعتدال الذي يمثل روح الإسلام، وعلى أهمية الانفتاح والحوار بين الأمم والشعوب، وعلى نبذ التطرف والتعصب الديني بأي صورة ومن أي جهة صدر، وتدعو إلى التسامح والتعايش السلمي، واستيعاب الآخر، واحترام معتقداته الأساسية، إننا ندعو منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي والبرلمانات والحكومات العربية والإسلامية إلى السعي لاستصدار قرار من الهيئات الدولية والإقليمية يمنع المؤسسات الإعلامية والسياسية من الإساءة إلى الأديان؛ وذلك حرصًا على السلم والأمن والاستقرار العالمي والذي يشكل الحوار المنفتح، واحترام التعدديات الدينية والعرقية والثقافية أحد أبرز أعمدته الحقيقية).[16]

وبعد أن ردَّ عليه السلفيون من كل مكان، أثنى الحلبي على رسالة عمّان مجددًا في مقال له بعنوان: "مهاتفة من بلاد الحرمين، قال فيه عن الرسالة: (رسالة عمّان" شَرحٌ مُوجزٌ وعامّ، وبعِباراتٍ لطيفةٍ غير عَسِرَة؛ تُبَيِّنُ شمائلَ الإسلام، وخِصالَه العِظام؛ دَفَعَ إلى كتابتِها الواقعُ المرُّ الذي يعيشُهُ الإسلام والمُسلمون في ظِلِّ المتغيِّرات العالميَّة الكثيرة). [17]

وفي مهاتفته – المشار إليها - من الرزايا والبلايا ما يحتاج نقده إلى كتاب خاص.

ثم قام أحد أتباع الحلبي الكبار - وهو المدعو عمر البطوش - بشرح رسالة عمّان في كتاب سماه: "إعانة اللهفان بشرح رسالة عمان"، وشرحها أيضًا في أكثر من ستين حلقة عبر "قناة الصناعية الدولية". [18]

يقول الحلبي في الثناء على "رسالة عمان":

(فَالشكر كله موجّه لمليكنا جزاه الله خيرًا، وزاده فضلًا وبرًا فِي رعايته، وحياطته، وسهره، وحدبه، وحرصه، وحراسته، وما رسالة عمان السبّاقة في شرح رسالة الإسلام الحق الوسطيّة، التي أطلقها - حفظه الله ورعاه - قبل أَكثر من عام إلا دليلًا قويًا، وبرهانًا جليًا على: عزّته بهذا الدِّين وصفائه، واعتزازه بجماله ونقائه، وحرصه على تقدّمه وبقائه؛ مما يستدعي لزوم طاعته بالحق المألوف، ووجوب التزام أمره بالبر والمعروف).

قال الحلبي في مقاله "مهاتفة من بلاد الحرمين":

(أقرَّها عددٌ كبيرٌ مِن الجهاتِ الرسميَّةِ في الأُردُنّ وخارجها، مِن العُلماء الثِّقات، والوُلاة الأُمناء؛ منهُم: الملك عبد الله بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن سليمان المنيع حفظهما الله تعالى على سبيلِ المِثال).

ومن نظر إلى الموقّعين على رسالة عمان في الموقع الخاص بها وجدهم أكثر من ثلاثين مرجعاً رافضياً، وبعض مراجع الإباضية والزيدية، وبعض مشايخ الأزهر، والإخوان المسلمين، والصوفية، وفيهم كتاب مثقفون، ومفكرون مستشرقون، فأين العلماء الثقات ؟!

وأما فتاوى العلماء في "موقع رسالة عمّان"؛ فإننا نجد فيه أربعة وعشرين فتوى، العشر الأول منها لمشايخ الأزهر والإخوان المسلمين، والعشر التي تليها لمراجع الشيعة الرافضة، واثنتان للشيعة الزيدية، وواحدة للشيعة الإسماعيلية، وواحدة لمرجع الخوارج الإباضية.

فهل هؤلاء هم العلماء الثقات عند الحلبي؟!

ثم إنَّ من الحكام الموقّعين على الرسالة: الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد؛ فهل يُعدّ هذا أيضاً من (الولاة الأمناء) عند الحلبي؟. [19]

ومن ذلك أنه أشاد بكتاب يدعو إلى التقريب بين الطوائف والفرق، حيث يقول الحلبي: (وهذا الكتاب (أي: إجماع المسلمين على احترام مذاهب الدين) بفكرته الأساس يدلُّ على سلامة صدور أولياء أمورنا، وعِظَمِ رغباتهم بالخير، ونقاء قلوبهم؛ ولا نزكيهم على الله، زادهم الله توفيقًا). [20]

وهذا الكتاب الذي أشاد الحلبي به وبصاحبه؛ هو لمن يقوم على اللجان المكلّفة برعاية "رسالة عمان"، وقد دعا مؤلف الكتاب إلى احترام ما يسمى بالمذاهب الثمانية، أي: المذاهب الأربعة المعروفة، ومذهب الظاهرية، ومذهب الرافضة الإمامية، ومذهب الزيدية، ومذهب الإباضية.

وقد جاء في كتابه الدعوة إلى جمع المسلمين مع غير المسلمين فقال: (بهذا لا نقول بالطبع: إنَّ كل وجهة نظر من خلال كل مذهب ترضي الجميع، لكن من خلال كل المذاهب بالتأكيد السنية والشيعية والإباضية توجد بشكل عام حلول كافية للمطالب المعقولة في هذه القضايا السبع؛ لأنَّ المذاهب في الإسلام، بالرغم من أنه يساء فهمها ويلقى عليها اللوم لمنع التغيير والتطور في الإسلام، فإنها في الواقع قوة اعتدال للدين، وهي نظام داخلي لتحقيق التوازن والميزان، طبعاً لا يقال بأنَّ "رسالة عمان" تحتوي شيئاً جديداً حول المذاهب في هذه القضايا السبعة، غير أنَّ المذاهب احتوت دائماً على حلول شاملة ومعتدلة لكل هذه القضايا ولكنها لا تُطبق دائمًا في الواقع، حيث شوَّه المسلمون بتطبيقهم الخاطئ صورة الإسلام الناصعة؛ وذلك بسبب الجهل، أو العادات والأعراف المغلوطة أو الحماس الزائد، وهكذا فإنَّ "رسالة عمان" في حد ذاتها وبإقرارها للمذاهب والاعتراف بها، تحمل في طياتها العلاج الشافي للتوتر بين الأديان، كما تحتوي على الأساس المشترك الذي يجمع بين المسلمين وغير المسلمين).

3 ـ كلامه في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث وصف بعض الصحابة بأنهم جُبلوا على الجبن والفشل، ووصفه لبعض الصحابة بأنهم من طلاب الرئاسة والمشتغلين في السياسة، وأشياء أخرى. [21]

ثانيًا: ـ المؤاخذات المنهجية:

1 ـ يسير علي الحلبي على قواعد خلفية كان لها بالغ الأثر في إنعاش أهل الضلال.

منها قاعدة: "نصحح ولا نهدم". وقاعدة: "إذا حاكمت حوكمت". وقاعدة: "حمل المجمل إلى المفصل". وقاعدة: "لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا". وهذه القاعدة توطئة ووسيلة لقاعدة الإخوان المفلسين: "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".

2 ـ ومن ذلك دعوته إلى عدم التعرّض للمنحرفين حتى يجمع العلماء على تركهم. ويرى أنه لا يلزمه - في الأحكام على الرجال - إلا الإجماعُ". [22] ويقول: "لا نجعل خلافنا في غيرنا سبباً للخلاف بيننا". [23]

ومقصوده أن أهل السنة إن أجمعوا على جرح شخص بالأدلة والبراهين كجرح عدنان العرعور ونحوه، فخالفتهم زمرة الحلبي فلا يقبل تبديع أهل السنة. [24]

بينما هو يشُذّ فيحذّر من علماء أهل السنة، فضلًا عن أن يجمع على تركهم العلماء.

3 ـ ومن ذلك اعتقاده أن تبديع الشخص الذي ينتسب إلى السلفية، وارتكب ما يبدّعه ويخرجه من السلفية، إذا كان يترتب على الحكم عليه بالبدعة مفاسد أنه يبقى سلفيًا بناء على أصله قبل وقوعه في البدعة.

4 ـ ومن ذلك أنه يجنّد نفسه للدفاع عن المجروحين من أهل البدع والكذب والفتن، ثم يحاول أن يميّع مسائل الجرح والتعديل لحمايتهم، فيقول: "إن علم الجرح والتعديل ليس له أدلة في الكتاب ولا في السنة". [25] وواجهه الشيخ ربيع شفهيًّا بهذا الغلط، فقال الحلبي هو غلط لفظي، فردّ عليه بأن هذا الغلط جوهري، فأصرّ الحلبي على قوله.

ثم ظهر مرّة أخرى يقول: "إن علم الجرح والتعديل مبني على الكتاب والسنة"، ثم يتّهم من نقل عنه غير ذلك بأنه مفتر ومتقوّل عليه.[26] ويقول: "إن مسائل الجرح والتعديل مسألة اجتهادية" ا.هـ

ويقول العلماء إن الجرح والتعديل مستند إلى الكتاب والسنة والإجماع.

قال الشيخ العلامة المحدث عبد الرحمن المعلمي:

(أول من تكلم في أحوال الرجال القرآن، ثم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أصحابه) ا.هـ [27]

وقال شيخنا الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - في "فضائح ونصائح" في ردّه على الطحّان: (وأما إبطاله لقاعدة الجرح والتعديل التي يطعن فيها، فهو مخالف لإجماع من يعتدّ به) ا.هـ [28]

ثم ساق شيخنا الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة ونقل الإجماع.

5 ـ ويشكّك الحلبي - في أحد مقالاته - في خبر الثقة، مع كلام طويل، وشبهات متنوعة، وقد ناقشه الشيخ ربيع نقاشًا وافيًا، وردّ عليه في مقال كبير. [29]

قال شيخنا الشيخ ربيع في "عمدة الأبي":

(لقد أسرفت في التشكيك في أصول الجرح والتعديل، وفي أخبار الثقات، ولهذا دلائله القاتلة). [30]

ومن الحجج التي استند إليها الحلبي كلام الدكتور عبد الكريم الخضير، فردّ الشيخ ربيع على عبد الكريم الخضير، وطالبه بالاعتذار عن كلامه المتضمن للإساءة في الصحابة. [31]

ثم أصدر الحلبي مقالًا نبّش فيه عن أرشيفه القديم، فظهر لنا أن يشكّك بخبر الثقة من قديم، فردّ عليه الشيخ ربيع في مقال: "الحلبي يؤصّل من قبل ثلاثين عامًا ضدّ منهج السلف في الجرح والتعديل". [32]

قال الشيخ ربيع في آخر المقال السابق:

(لقد ظهر بجلاء منهج السلف الصالح في تقبّل أخبار الثقات، والقول بوجوب قبولها، وأنها تقوم بها الحجة، وأن من يخالف هذا المنهج مبتدع. وهذا التبديع صادر من أئمة الفقه وأهل الحديث كما نقل ذلك ابن عبد البر - رحمه الله -) ا.هـ

6 ـ يوهم الناس أنه لابد من تفسير الجرح دائمًا، ثم الجرح المفسّر هو نفسه عرضه للأخذ والرد. [33]

وقد قام الشيخ ربيع بالردّ عليه، حيث قام بدراسة تراجم من كتاب "الميزان" للذهبي بيّن فيها أن الذهبي يحكي الجرح المبهم، بل ويقبل الجرح المبهم كثيرًا، وربما كان ذلك من العالم الواحد، وربما عارض التعديل بجرح مبهم ولا يرجّح أحدهما على الآخر. [34]

7 ـ دعوى مختار طيباوي – أحد أفراد حزب الحلبي – أن السلف اختلفوا في الرجال، ولم يبدّع بعضهم بعضًا.

وقد ردّ عليه الشيخ ربيع في مقال: "بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال".

يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي:

(الشواذّ التي تتبعها هذا الرجل (أي: طيباوي) وسردها خلال مقاله، لا يصحّ تعلّقه بها، إما لأنها لا تثبت عن من نسبت إليهم، أو أنه أساء فهمها، فخرج من الجميع بخفّي حنين، هذا بالإضافة إلى ما يلحقه من اللوم في تتبعه للشواذ). [35]

يثير الحلبي هذه الشبهات هو وأتباعه لكي يقولوا: "لا يلزمنا كلامكم في فلان"، فيتمرّدوا على كلام الأئمة في جرح أهل الأهواء، ولا يلزمهم أحد بجرح شخص من الأشخاص.

8 ـ حمل المجمل على المفصّل.

وأول من اخترعه في العصر الحاضر عبد الله عزّام، اخترعه للدفاع عن سيد قطب.

يقول الشيخ ربيع المدخلي:

("حمل المجمل على المفصّل" توأم "منهج الموازنات"، ولد في اليوم الذي ولد فيه منهج الموازنات على يد عبد الله عزّام الإخواني القطبي). [36]

وبعد عبد الله عزّام أحياه أبو الحسن المأربي، ثم استعمله علي الحلبي.

وقد ردّ عليه الشيخ ربيع في مقاله: "جناية الحلبي على الإمام البخاري وتهويشه عليه". [37] وفي مقاله الآخر: "الحلبي يواصل تجنّيه على الإمام البخاري وغيره". [38]

وخلاصة رد الشيخ ربيع أن الأئمة لا يحملون المجمل على المفصّل، لا في حكمهم على الرواة، ولا في حكمهم على أهل البدع.

وساق الشيخ للحلبي عدة أدلة من فعل العلماء والأئمة، ومن ذلك أن يعقوب بن شيبة كان من كبار أصحاب أحمد بن المعذّل، والحارث بن مسكين، فقيهًا سريًا، وكان يقف في القرآن. [39]

قال الذهبي: "أخذ الوقف عن شيخه أحمد المذكور، وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخليقة عن القرآن، وتكفير الجهمية".

قال أبو بكر المروذي: "أظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب من بغداد، فحذّر أبو عبد الله منه، وقد كان المتوكّل أمر عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أن يسأل أحمد بن حنبل عمن يقلّد القضاء، قال عبد الرحمن: فسألته عن يعقوب بن شيبة، فقال: "مبتدع صاحب هوى". [40]

ومن أدلة الشيخ ربيع على بطلان حمل المجمل على المفصّل تنصيص الأئمة – ومنهم شيخ الإسلام - صراحة على وجوب تجنّب الألفاظ المشكلة التي تحتمل حقًّا وباطلًا.

9 ـ كتابه: "منهج السلف الصالح". [41] وصفه الشيخ ربيع بأنه كتاب منهج الخلف الطالح، استهدف به الحلبي الفتن والشغب على منهج السلف الصالح. شحنه بالأباطيل والتمويهات، حيث اشتمل على: تلاعب الحلبي بالجرح المفسّر. ودعواه أنه لا يبدّع الشخص إلا إذا أتم الإجماع على تبديعه، ويرمي السلفيين بالغلوّ. [42]

10 ـ الثناء على جملة من رؤوس البدع ودعاتهم، كجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده المصري، وحسن البنا، والنبهاني، والندوي. ويثني على عدنان عرعور، ومحمد عبد الرحمن المغراوي، ومحمد حسان، وأبي الحسن المأربي، وأبي إسحاق الحويني. ويقول في أسامة بن لادن: "مخلص وصاحب غيرة دينية".

وهناك أمثلة عملية للحلبي تدلّ على مدافعته عن أهل البدع.

ولذلك نجد الحلبي يشغّب بقوّة على كتب الشيخ ربيع مع علمه بثناء أئمة العصر على الشيخ ربيع وعلى كتبه، وذلك لحماية نفسه وحماية دعاة الضلال.

ويثني على بعض الجمعيات الحزبية كجمعية "إحياء التراث الكويتية" وعلى شيخها الإخواني عبد الرحمن عبد الخالق، وجمعية "جمعية البرّ". مما يجعله من أصحاب المنهج الواسع الأفيح الذي يدخل فيه أهل البدع ضمن دائرة أهل السنة. [43]

قال الشيخ ربيع في القطبيين في مصر:

(وقد كشف الله بطلان دعاوهم السلفية في زيارة عبد الرحمن عبد الخالق الإخواني الغالي لمصر، حيث استقبلوه استقبال الملوك، وصرّحوا بأنه شيخهم، وإمام الدعوة السلفية، والأب الروحي للدعوة السلفية، أي: سلفيتهم المزيّفة.

وقد نشرت منتديات "كل السلفيين" احتفاء أدعياء السلفية بعبد الرحمن عبد الخالق ...) ا.هـ [44]

يقول الشيخ ربيع: (ثم هو يواصل حربه على السلفيين، ولاسيّما ربيع، لا يكلّ ولا يملّ، ويتتبع كتبي الداعية بجدّ إلى المنهج السلفي وعقائده وأصوله ...

يفعل ذلك تشويهًا لما تضمنته هذه الكتب من المنهج العظيم، وتنفيرًا منه ومن أهله).[45]

11 ـ التشغيب على أهل السنة بألقاب وأوصاف تقرّ بها أعين أهل البدع. [46]

12 ـ معاندة أهل السنة بالحكم بالسلفية على من ثبت ابتداعهم، والطعن والتجريح بمن ثبتت سلفيتهم وإمامتهم، فيطعن في علماء السنة كالشيخ ربيع المدخلي والشيخ أحمد النجمي والشيخ عبيد الجابري، ويصفهم بأنهم غلاة التجريح، بل وبأنهم حدادية.

13 ـ قاعدة أن الشخص قد يكون سلفي العقيدة في نفسه حزبي المنهج، وأن الحكم عليه بالبدعة وعدمها يكون بالنظر للأقوى في التأثير: العقيدة السلفية المزعومة أو المنهج الحزبي.

14 ـ عدم مبالاته بكلام أهل العلم: حيث يخالفه أهل العلم في ضلالاته، ومع هذا لا يُعلم له توبة:

أ ـ يسير على طريق المرجئة في تقرير مسائل الإيمان.

ب ـ يثني على رسالة عمّان.

ج ـ أيّد مشروع: "السلام عليك أيها النبي"، مع بيان أهل العلم للمؤاخذات التي على هذا المشروع، وعلى القائمين عليه.

د ـ هجومه الشرس على علماء الدعوة السلفية الذين أثنى عليهم أئمة العصر. وليس للعلماء الذين يهاجمهم الحلبي وأعوانه ذنب إلا أنهم فضحوه، وكشفوه للناس.

يقول الشيخ ربيع المدخلي:

(فقدحك وأمثالك - ولو كانوا ملء الأرض - في كتابات ربيع ومقالاته من أكبر الشواهد على بغيكم وفجوركم، ومخالفتكم لمنهج السلف وعلمائه). [47]

والحلبي يعرف دعوة العلامة الألباني على من حطّ على الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل بأنه إما جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل يعلّم، وصاحب الهوى يدعى له بالهداية، أو يقصم الله ظهره.

15 ـ أتباع الحلبي لا يرون الامتحان بالأشخاص، ومنهم مختار طيباوي. [48] بينما هم يمتحنون برموزهم من المجروحين، فإذا تكلّم أهل العلم في زعمائهم المبتدعة كالعرعور والحلبي وأبي الحسن لم يقبلوا.

3 ـ ثورته على العلماء:

يقول علي الحلبي:

(فاعلم ولا وصاية لأحد من الخلق – اليوم – كائناً من كان - كيفما كان - أينما كان - على الدعوة السلفية، أو السلفيين - وإن الأرض المقدسة لا تقدس أحداً؛ إنما يقدس الإنسانَ عملُه -). [49]

وعبارته تشبه عبارة أبي الحسن المأربي، وقد ردّ العلماء على عبارته وعبارة المأربي من قبله.

أ ـ رد العلامة أحمد النجمي - رحمه الله - على مقالة المأربي:

(القصد بذلك الثورة على المنهج السلفي، وإسقاط علمائه، وقد أسقطه الله، وخيَّب آماله. كيف يرفض نقد العلماء له القائم على الحجج والبراهين بدعوى أنَّهم مقلدون للشيخ ربيع). [50]

ب ـ وردّ عليها العلاَّمة صالح الفوزان - حفظه الله - حيث سئل ما نصه: (يقول السائل: هناك من يقول أن دعوة أهل السنة ليس لها وصاية ولا مرجعية لأحد من أهل العلم عليها ما مدى صحة هذا الكلام ؟

فأجاب: (هذا كلام باطل، هذه فوضى معناه الفوضى، لابدّ من الرجوع لأهل العلم. قال تعالى: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" وأولو الأمر يشمل العلماء ويشمل الأمراء، وأولو الأمر منك أي: العلماء والأمراء، تجب طاعة العلماء وتجب طاعة الأمراء بالمعروف.

قال تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم". هذه مرجعية، ردّوه: هذه المرجعية، يردونه إلى أهل العلم وأهل السياسة والخبرة ليبيّنوا وجه الصواب فيه) اهـ

ج ـ رد العلاَّمة ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ على مقالة المأربي:

(هذا منطق عجيب !! وهو منطق الحدّادية الحقيقية، التي تدعي أنك تحاربها، فأنت أشد منهم على علماء السنة بكثير، وأنصارك الآن يسيرون في هذا الدرب الأعوج، ثمَّ ما الدّاعي لهذه النبرات، فعلماء المنهج السلفي ودعاته من أبعد الناس عن مشابهة من ذكرت، ومن أشد الناس دعوة إلى التمسك بأدلة الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.

وهل فيمن تقصد من رفض على الناس رأيًا أو خرافة أو أسطورة في يوم من الأيام ؟! هل هناك في الطائفة السلفية مثل رجال الكنيسة وهيئته (إكليروس)، لا تقام شعائر الدين بدونها، ولا يعبد الله الفرد إلا عن طريقها، حتى يشعر الناس ـ وأنت منهم ـ بالكبت والضغوط، فتقول مثل هذا الكلام الخطير.

هل تراهم يُحاربون من ينتقد أخطاءهم، ويرمون مَن يُبيِّنها بالحجج والبراهين بالنفاق والزندقة، وينادون لأنفسهم بوحدة المرجعية ؟! كما حصل لبعض المتعالمين من الذين أنت تعرفهم.

ليس هناك من يدَّعي الوصاية على الدعوة السلفية، ولا من يدّعي ذلك، وليس هناك من يشبه بابا روما أو الفاتيكان، إنما هناك علماء ربانيون، جنَّدوا أنفسهم لخدمة الإسلام الحق، ومنهج السَّلف الصالح، والذب عنه؛ "ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المُبطلين، وتأويل الجاهلين" ، وهذه أعمال شريفة، وجهاد عظيم، نسأل الله أن يتقبلها منهم، وأن يجعلهم في عداد ورثة الأنبياء، وأن يحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يجعلهم في عداد من قال الله فيهم: "كُنتم خير أمَّة أُخرجت للنَّاس تأمرون بالمعروف وتنهَون عن المنكر وتؤمنون بالله").

وقال الشيخ ربيع - حفظه الله -:

(هذا منطق عدنان والحزبيين المأخوذ من العلمانيين، ثمَّ ألا يسرّك ويسعدك أن يكون لها جنود يرفعون رايتها، ويذبون عن حياضها، فإن كنت كذلك؛ فاعرف لمّن هذا حالُهم قدرهم، وإن نبهوك إلى أخطائك؛ فألِن لهم الخطاب، واخفض لهم جناحك، وابتعد عن هذه العبارات المُرعبة، واستيقن أنك إذا خالفت الحق، واحتقرت إخوانك وشيوخك بمثل هذه الأساليب؛ فإنك لا تضر إلاَّ نفسك، وأنك ضعيف جدًا عندهم حتى يؤخذ منك حق الدَّعوة، وحق مَن جرحتهم بلسانك، والأقلام والألسن تحتاج إلى سجن حصين، وأزمَّة قويّة). [51]

4 ـ سقوطه الأخلاقي:

قال فيه الشيخ ربيع إنه ما تربّى على المنهج السلفي، ولا على أخلاق أهله. [52] وهذا أصدق وصف للحلبي.

1 ـ الحلبي يستعمل الكذب، حيث كذب:

أ ـ على الإمام البخاري.

حيث نقل الحلبي قول الإمام البخاري: "المعرفة قول القلب". ثم نقل الحلبي كلام شيخ الإسلام في ذمّ من قال: "إن الإيمان هو المعرفة"، ونزّله على كلام الإمام البخاري السابق، ثم زعم أن السلفي إذا قال هذه الكلمة، فلابد من حمل مجمله على مفصّله.

والحلبي قد أساء جدًا إلى الإمام البخاري، وإلى شيخ الإسلام. وقد ردّ كذبه على الإمام البخاري الشيخ ربيع في مقال: "جناية الحلبي على الإمام البخاري وتهويشه عليه" [53]، وبيّن أن شيخ الإسلام ردّ على المرجئة القائلين: "إن الإيمان هو المعرفة"، وليس على الإمام البخاري لأن عبارته ليس لها صلة بالإرجاء، بل كلام البخاري في "صحيحه"، ومواقفه صريحة في رد الإرجاء.